الأربعاء، 4 يوليو 2012

الرياضة فى الصغر .. كالنقش على الحجر

 الرياضة فى الصغر .. كالنقش على الحجر


الرياضة فى الصغر .. كالنقش على الحجر

استكمالاً للموضوع السابق وهو بعنوان "تريد لأبنائك التفوق .. حفزهم على ممارسة الرياضة" والذى تحدثت فيه عن أهمية الرياضة للأطفال من هم فى سن الدراسة "المدرسة" والعلاقة بين ممارسة الرياضة والتحصيل الدراسى, فاليوم موعدنا وموعدكم مع هذا الموضوع للدكتورة/ إيمان حسين الشريف, أخصائية الصحة العامة.




تحدثنا عن أهمية الرياضة لأبنائنا وأطفالنا, وكيفية ممارستها والمواظبة عليها, وكم التمرينات الواجب ممارستها فى اليوم الواحد, وستختم موضوعها بإذن الله ببعض النصائح الهامة والمفيدة التى تساعدنا على تحفيز أبنائنا وحثهم وتشجيعهم على مزاولة الرياضة بإنتظام.



تشير منظمة الصحة العالمية الي ان “مستويات الرياضة البدنية آخذة في التناقص في صفوف الشباب في مختلف بلدان العالم، ولا سيما في المناطق الحضريه الفقيره. وتقدر ان اقل من ثلث الشباب يمارسون الرياضة البدنية بما يكفي لتحقيق الفائدة في الحاضر والمستقبل والصحة والرفاهية “.




قلة النشاط البدني بين الاطفال اصبحت ظاهرة شائعه، لانهم يقضون معظم يومهم في مشاهدة التلفزيون ولعب ألعاب الكومبيوتر والتحدث بالهاتف. والمؤسف ان التطور التكنولوجي الهائل، ادى الى اثار جانبية سلبية، اذ ان المزيد والمزيد من الأطفال والكبار يفضلون الجلوس والاسترخاء، ولا يبذلون أي نشاط بدني يذكر.




في دراسة اجرتها مؤسسة القلب البريطانية، اظهرت ان واحدا من كل ثلاثة اطفال تتراوح اعمارهم بين 2 و 7 سنوات لا يبذلون الحد الادنى من المستويات الموصى بها من الرياضة البدنية، وعند 15 سنة، فان ثلثي عدد الفتيات لا يمارسن الرياضة البدنية.




ووفقا لاكاديميه طب الأطفال الأميركية ، فإن الاطفال يشاهدون التلفزيون حوالي 3 ساعات يوميا. اما في المملكه العربية السعودية، فإن نتائج الدراسة التي اجراها مختبر الرياضة البدنية بجامعة الملك سعود، حول ممارسة الرياضة بين الاولاد قبل سن المراهقة بينت ان 57،1 منهم لا يمارسون الرياضة البدنية.




والنتائج مماثلة في معظم دول منطقة الخليج. كما تشير مؤسسة القلب الاميركية الي ان قلة النشاط البدني هو من اخطر مسببات الامراض غير المعدية، مثل مرض القلب وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكولسترول ومرض السكري.
ولذلك توصي بأن علي الاطفال والمراهقين القيام بما لا يقل عن 60 دقيقة يوما من النشاط البدني بين معتدل الى شاق.

ما أهمية ممارسة الرياضة 


  • التمارين البدنيه المنتظمه تقلل من مخاطر المرض، وكذلك زيادة متوسط العمر المتوقع.
  • تقلل نسبة البدانة بين الاطفال.
  • تساعد في تحسن الحالة النفسية، بما في ذلك رفع الروح المعنوية وزيادة الثقة بالنفس والاعتداد بالذات. وأثبتت الدراسات أن الرياضة تساعد في افراز مواد كيميائية مثل الأندروفينات Endorphins التي تعطي شعور السعادة وتقلل الشعور بالألم.
  • تقوي العضلات والعظام.
  • الطلاب الناشطون بدنيا يكونون اكثر حماسا للتفوق الاكاديمي، واكثر نباهة وتفوقا.

أنشطة الأطفال



الانشطة التي يمكن للطفل ان يمارسها كثيرة جدا، فخلال كل مرحلة من مراحل النمو يتعلم ويكتسب حركات وانشطه جديدة. وكمثال على هذا فالطفل بعمر عامين يمكن ان يقفز، يجري، يمشي كما يستطيع التدحرج بالاضافة الي الحركات الاخرى. الرياضة البدنيه لا تعني الرياضية المنتظمة، يمكن ان تكون مشي او جري، او سباحه، او التسلق او حتى مجرد لعب الألعاب مثل الاستغماية والعاب الكرة. إن هذه الأنشطة ليست متعبة وتحسب فوائدها كثيرة جدا من اجل صحة الطفل. اللياقة والمرونة.

بالرياضة يكتسب الاطفال لياقة وقوة ومرونة


اللياقة: يكتسبها الطفل عندما يمارس بانتظام الانشطة البدنية. وخلال ممارسة هذه التمارين، يزيد خفقان القلب ويتنفس الطفل بعمق. وعندما يتم التمرين بصورة منتظمة، فان التنفس يصبح اكثر سهولة وذلك لان القلب اصبح اقوى. مثال على هذه الانشطه تشمل الجري والسباحه.
القوة: وهي تكتسب من خلال ممارسة تمارين مثل الدفع الي اعلي، التسلق، “الشقلبات”، والمصارعة وغيرها من التدريبات التي تساعد على تعزيز وتقوية العضلات.
المرونة: وتكتسب من خلال تدريبات المرونة، كابسط مثال عند التمطي لتناول شيء بعيد عن متناول اليد، او العاب الساحة والميدان. والمرونة تجعل العضلات والمفاصل تتحرك بسهولة.

كمّ التمارين البدنية


تعتقد الدكتورة جوان ويلزمان، نائبة مدير مركز بحوث الاطفال، وخبيرة صحة الاطفال في جامعة إكستر البريطانية ان الاطفال الخاملين هم اكثر عرضة ليصبحوا خاملين عند الكبر، ولذلك فان غرس عادة النشاط عند الصغر أمر حيوي وضروري. ولهذا السبب، عليك أن تحدد وقتا لتمارس الرياضة مع طفلك، ويفضل كل يوم. للاطفال اقل من 5 سنوات الرياضة غير النظامية لفترة ساعة او ساعتين ستكون كافية تماما. فكما يقال “العقل السليم فى الجسم السليم.

نصائح لتحفيز طفلك ليكون نشيطا



1- من الطبيعي أن يقلدك طفلك، لذلك كن نشطا لتصبح له قدوه حسنة.
2- قلل الوقت الذي ينفقه طفلك في مشاهدة التلفزيون واستخدام اجهزة الكومبيوتر.
3- ضع روتينا يوميا لتمارس انت وطفلك المشي او ممارسة الرياضة معا.
4- شجع النشاط، من خلال اللعب مع طفلك وقضاء وقت ممتع مع الاسرة.
5- اسمح لطفلك بمساعدتك في المهام الروتينيه اليومية، فهذا يعلمه ايضا المسؤولية ويجعله يتحرك داخل المنزل.
6- إذا كانت لدي طفلك اى حالة يمكن ان تؤثر علي التمارين البدنيه، يجب عليك استشارة طبيبك أولا.
7- اسمح لطفلك بممارسة الرياضة بالوتيرة التي تناسبه، لا تستعجله او ترغمه على القيام بشيء اذا لم يكن على استعداد للقيام به.
8- شجع طفلك في المشاركة في الانشطه التي تناسب عمره.
9- تأكد من ان طفلك آمن اثناء التريض، لا تدعه يقترب من اية معدات، ولابد ان يكون تحت اشراف شخص كبير اثناء السباحة، وان يرتدي خوذة عند ركوب الدراجة.
10- تذكر ان تجعل الرياضة مرحة حتي يستمتع بها طفلك.

د. ايمان حسين شريف 
اخصائية في الصحة العامة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق